مخاوف من رد فعل إسرائيلي انتقامي بعد نشر حماس صور الرهينتين

مخاوف من رد فعل إسرائيلي انتقامي بعد نشر حماس صور الرهينتين
عبده الشربيني حمام
بينما تتواصل الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة،أثار نشر حركة حماس مقاطع مصورة تظهر اثنين من الرهائن الإسرائيليين في حالة من الوهن الشديد موجة من الجدل وسط مخاوف من رد انتقامي عسكري من اسرائيل.
وتشير مصادر ميدانية في غزة إلى تصاعد التوتر الشعبي داخل القطاع، نتيجة استمرار المعاناة اليومية التي يواجهها السكان، مع شعور متزايد بعدم الرضا عن أداء القيادة السياسية لحماس، لا سيما فيما يتعلق بإدارة ملف المفاوضات.
ويعاني سكان غزة من أزمة إنسانية غير مسبوقة، حيث تواجه العائلات نقصًا حادًا في الغذاء والمياه والمستلزمات الطبية، في ظل استمرار الحصار والعمليات العسكرية. وبحسب مصادر محلية، فإن حالة الإحباط تتنامى في أوساط المدنيين، مع تراجع الأمل بالتوصل إلى اتفاق قريب يضع حدًا للدمار المتواصل.
وتشير تقارير نقلتها صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إلى وجود مزاج عام يُحمّل القيادة السياسية لحماس مسؤولية تعثر المفاوضات، إذ يرى البعض أن سقف التوقعات المطروح لا يتناسب مع الواقع الميداني القائم.
وفي أبريل/نيسان الماضي، شهدت مناطق متفرقة من غزة احتجاجات نادرة طالبت بوقف الحرب ودخول المساعدات، تخللتها هتافات مباشرة ضد حماس، من بينها: “حماس برا برا”، في مؤشر على تراجع الغطاء الشعبي الذي لطالما اعتمدت عليه الحركة.
وخلال ما عُرف حينها بـ”جمعة الغضب”، رفع المحتجون لافتات كُتب عليها: “بدنا نعيش بسلام”، و”دماء أطفالنا ليست رخيصة”، و”أوقفوا شلال الدماء”، وسط استمرار التصعيد العسكري وتعثر المفاوضات. تباين في الرؤى بين الداخل والخارج
وتعكس تصريحات سابقة لمسؤولين في الحركة وجود تباين واضح في المواقف بين قيادة الداخل، التي باتت تميل إلى الانفتاح على تسوية سياسية تنهي الحرب، وقيادة الخارج التي لا تزال متمسكة بسقف مطالب مرتفع، وفقًا لتقارير صحفية غربية.
وتطرح أوساط سياسية عدّة تساؤلات حول قدرة القيادة الحالية على بلورة موقف موحّد يُلبي تطلعات الشارع الغزي، ويُعيد تحريك مسار المفاوضات بشكل فعّال.
ومع استمرار الجمود في المسار التفاوضي، يبقى الغزيون عالقين في واقع إنساني ضاغط، وأمل معلّق على اختراق سياسي قد ينهي أشهرًا طويلة من المعاناة، والنزوح، وانعدام الأمن الغذائي.
وبحسب تقارير أممية وطبية، فقد أسفرت الحرب حتى الآن عن مقتل أكثر من 60 ألف فلسطيني، وإصابة أكثر من 149 آلاف آخرين، وتدمير نحو 90% من البنية التحتية، فضلاً عن تشريد مليوني شخص.