من المستفيد من معركة سكرتير سوهاج؟
بقلم : نجلاء عماره
في زمن باتت فيه الثقة تفقد معانيها أمام خروقات تضع قيم المسؤولية تحت المجهر ظهر حادث صادم في محافظة سوهاج حينما ظهر سكرتير المحافظة وهو يتعدي على نائب المحافظ على لقطات الفيديو التي انتشرت بسرعة البرق عبر وسائل التواصل الاجتماعى هذا الحدث لم يكن مجرد مشادة فردية بل هو انعكاس لمشهد مؤلم يظهر التنافر والصراع بين رموز يفترض بهم أن يكونوا قدوة للمجتمع.
ولكن يظل سؤال المواطن العادي هو لمصلحة من تم تسريب مثل هذا الفيديو؟ ما الاستفادة من تفشي الفوضى والصراعات فى مثل هذا المكان العريق؟
هنا ترتسم صورة معقدة حيث أن النزاعات الداخلية بين المسؤولين لا تطرح للمصلحة العامة بل قد تخدم مصالح شخصية أو ترتكز على تنافسات ومصالح فردية لا تعكس روح الخدمة العامة وإذا كانت هذه الخلافات تظهر بهذا الشكل أمام الكاميرات فكيف يمكننا أن نؤمن بأن خلف الأبواب المغلقة تدار شؤون الوطن بمهنية وحزم؟
وفى ظل هذا الطوفان الإعلامي والصراعات التي قد تبدو أن لها أبعادا سياسية وخاصه برز موقف المحافظ عبد الفتاح سراج بموقفه الحازم وغير المجيب بشكل متعجل على ما حدث حيث التزم الصمت ولم يظهر ضعفا بل كشف عن وعي عميق برؤية أكبر وأولويات تتعلق بالمصلحة العامة والوقوف في وجه أي محاولة لاستغلال الحدث لتحقيق مكاسب شخصية أو سياسية
ففي زمن تصرخ فيه وسائل الإعلام بحثا عن كل ما يثير الجدل كان صمت المحافظ بمثابة بيان يعيد للناس الثقة في نزاهة المؤسسات.
