(إمرأة عجوز)

(إمرأة عجوز)
شعر. نجوى الحاروني.
شعر وكأني قد تجاوزت المائة عام..
وتملأ التعابير وجهي يملؤه السآم..
وضاعت من بين يدي سنين عمري ف الحطام..
وكسا الشيب شعري وانحنى جسدي وسط الزحام..
فصار قلبي كهلا يحمل اوهاما فوق اوهام..
وصارت ترتعش يداي نست كيف تنسج الأيام ..
وفقدت روح الطفوله وضاعت بين الاعوام..
فلم تجد سوى عكاز هش تنهشه الالام..
وبقايا خطابا ما به سوى غبار يكسوا الكلام..
وعيون ماتت بها السعادة وعاش بداخلها الظلام..
ففقدت لمعة الحياة ولم تملك للامور زمام..
اشعر وكأني أرض بور تجرفها مرارة السنين..
تغرق في ذكريات كزبد البحر من الاحزان والانين..
كقطرة ماء ضاعت هباء وضاع معناها الثمين ..
كامرأة عجوز انا فقدت انوثتها وفقدت روحها الحنين..
فلم تحظى بأي حب قط وصار الحزن رفيقها الأمين ..
صارت كسماء معتمه خلت منها الشهاب والنجوم..
كسحاب بلا امطار بل صارت دخان وغيوم..
كتجاعيد وجها بكل خط حكايات من هموم..
كامرأة زهدت منها الحياة واشتهتها السموم..
كشمس ضاع دفئها كلوحة بلا رسوم..
كنوم ضال مسكر يملؤ نومه الجاثوم..
كطريق وعر حوله الذئاب تحوم..
فها انا احدثكم عن نفسي عن جسد يملؤه الشحوم..
يشتاق لها الموت ولها الحياة تلوم..
فلم تعد تملك شبابا مفعما ولم تملك حتى فرحا يدوم..
فصارت سماء وارض وامرأة عجوز
صارت بين الامواج والأحزان تعوم..
الشاعرة نجوى الحاروني