اخبار عربية

حادث غير مسبوق على الساحة الرياضية النسوية بالمغرب

حادث غير مسبوق على الساحة الرياضية النسوية بالمغرب.

 

شبكة النايل الإخبارية: المغرب

متابعة مصطفى الغليمي

 

أقدمت لاعبة كرة القدم الشابة خديجة، المنتمية لفريق تمودة النسوي بمدينة المضيق، على عبور الحدود نحو مدينة سبتة المحتلة سباحة، رفقة صديقتها، في خطوة جريئة فتحت بابًا واسعًا للنقاش والجدل على مواقع التواصل الاجتماعي وداخل الأوساط الرياضية المغربية.

الواقعة، التي أثارت صدمة وذهول المتابعين، تأتي بعد أشهر قليلة من حادث مماثل أبطاله لاعبان من فريق المغرب التطواني، هما عيسى عاشور (الدولي المغربي لأقل من 17 سنة)، وزميله محمد زيتوني، اللذان سلكا الطريق نفسه سباحة نحو سبتة، هربًا من توقف رواتبهما ورغبةً في مستقبل رياضي خارج الحدود.

 

لاعبة كرة القدم تُعيد فتح الجرح: هل هي “هجرة سرية” أم “فرصة حياة”؟

 

فيما لا تزال دوافع لاعبة كرة القدم “خديجة” غير واضحة بشكل رسمي حتى اللحظة، يرى متابعون أن الأمر لا يخرج عن إطار البحث عن فرصة احتراف أو تحسين ظروف العيش الرياضي والاجتماعي، خاصة أن القصص المماثلة باتت تتكرر في صفوف شباب رياضيين، بل وحتى بطلات حصدن ميداليات وطنية، قبل أن يجدن أنفسهن في مواجهة مستقبل غامض.

لكن الجديد والمثير في حالة خديجة، هو أنها أول حالة نسوية معروفة تُقدم على هذه المجازفة البحرية نحو سبتة، في طريق محفوف بالمخاطر الجسدية والقانونية والإنسانية، ما أضفى على القضية بعدًا رمزيًا وجندريًا يُعيد طرح أسئلة عميقة حول واقع الرياضة النسوية في المغرب.

 

رياضيون يفرون… والسبب “توقّف المستحقات” و”غياب الأفق”

 

العديد من ردود الفعل، خصوصًا من داخل المجتمع الرياضي، ربطت هذه الظواهر بتكرار تجارب الإحباط والإقصاء والتهميش التي يعيشها اللاعبون واللاعبات بعد تألقهم داخل الملاعب، إذ يشتكي كثير منهم من توقّف المستحقات المالية، قلة فرص التطور، وغياب المواكبة النفسية والاجتماعية.

ولا تُعدّ خديجة حالة معزولة، بل تندرج ضمن ظاهرة متصاعدة تمس شريحة من الشباب المغربي الذين يمتلكون طموحات كروية أو رياضية كبيرة، لكن يصطدمون بواقع بيروقراطي خانق، وأندية تعاني سوء التسيير، وغياب برامج للاستقرار المهني والمالي للرياضيين.

 

سبتة كمحطة “عبور”… أم حلم “احتراف مؤجل”؟

 

مدينة سبتة، التي كانت حتى وقت قريب مجرد نقطة حدودية مشحونة بالتوترات، باتت في الأشهر الأخيرة “وجهة مفضلة” للرياضيين المغاربة الهاربين من أوضاعهم المحلية.

ورغم أنها لا تمثل حلًا رياضيًا واضحًا، فإنها تحولت إلى بوابة للهروب من الإحباط، ومحاولة للفت أنظار فرق أوروبية أو برامج رعاية شبابية.

ويُقيم اللاعبان السابقان، عاشور وزيتوني، حاليًا في مركز الإقامة المؤقتة للمهاجرين (CETI) بسبتة، حيث يُنتظر أن تبت السلطات في وضعيتهما، وسط حديث عن محاولات لضمّهم إلى فرق رياضية محلية أو إسبانية.

 

انقسام بين التعاطف والانتقاد

 

وقد انقسمت آراء المغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي بعد حادث لاعبة كرة القدم “خديجة”، بين:

• من عبّر عن تعاطفه الكبير مع اللاعبة الشابة، معتبرًا أنها “ضحّية نظام رياضي غير منصف”، و”مثال مؤلم لما تعيشه الفتاة الرياضية بالمغرب”.

• وبين من رأى في الأمر “هجرة سرية صريحة” تحت غطاء الرياضة، يجب التعامل معها وفق القانون، دون تبريرها بأي معاناة اجتماعية.

لكن القاسم المشترك في كل الآراء، هو الإجماع على أن الواقعة تضع المنظومة الرياضية أمام مرآة حقيقية مؤلمة، لا سيما في ظل غياب آليات الدعم النفسي والتأطير المهني للشباب الرياضيين، ذكورًا وإناثًا.

 

لاعبة كرة القدم أخرى تهاجر.. هل تتحرّك وزارة الرياضة؟

 

حتى لحظة كتابة هذا المقال، لم يصدر أي تعليق رسمي من الجامعة الملكية لكرة القدم أو وزارة الشباب والثقافة والتواصل او الرياضة بشأن الواقعة، رغم أنها باتت قضية رأي عام، تمس بشكل مباشر سمعة السياسات الرياضية الموجهة للشباب.

فهل ستبادر الوزارة إلى التحقيق في ظروف اللاعبة خديجة، ومثيلاتها؟

أم أن البحر سيبقى المخرج الوحيد لمواهب مغربية تجد نفسها “عاطلة عن الحلم في ظل حكومة أخنوش”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى