اخبار

شهيد حفنة الأرز ..الطفل أمير سار 12 كيلو ليحصل عليها  وقبل يد الأمريكي واغتاله الإسرائيلي !

شهيد حفنة الأرز ..الطفل أمير سار 12 كيلو ليحصل عليها  وقبل يد الأمريكي واغتاله الإسرائيلي !

ناصر العشماوي

في شهادة مؤلمة تمزق القلوب، روى جندي أمريكي سابق مشهدًا لا يُنسى من قلب المجاعة والحصار في قطاع غزة، موثقًا واحدة من أبشع الجرائم التي شهدها بعينيه.
الطفل الفلسطيني «أمير» سار حافي القدمين، نحيل الجسد، مسافة 12 كيلو مترًا تحت الشمس، أملاً في الحصول على ما يسد رمقه وبعد ساعات طويلة من الانتظار، لم يحظَ في النهاية إلا بالقليل من الطعام.

وعندما حصل عليه، اقترب من الجندي الأمريكي، ووضع أغراضه على الأرض، ثم وضع يديه النحيلتين على وجهه، وقبّل يده قائلاً له «شكرًا»، تعبيرًا عن امتنانه لحصوله على القليل من الطعام.

لكن بعد لحظات، وبينما كان يغادر برفقة بقية المدنيين، أطلق الجيش الإسرائيلي الرصاص والغاز على الحشد، فأُصيب «أمير» وسقط قتيلًا بدم بارد دون أن يقترف أي ذنب.
أنتوني أجيلار، الجندي الأمريكي المتقاعد، والذي خدم في أحد مراكز توزيع المساعدات في غزة، قدم شهادته لقناة «بي بي سي» البريطانية، ناقلاً تفاصيل اللحظات الأخيرة من حياة أمير، الذي فارق الحياة في 28 مايو برصاص الجيش الإسرائيلي بينما كان يحاول الحصول على ما يسد جوعه.

قال أجيلار: «قطع الطفل أمير، الذي كان حافي القدمين وجسده نحيلاً، مسافة 12 كيلومتراً سيراً على الأقدام تحت الشمس الحارقة، أملاً في الحصول على بعض الطعام، بعد ساعات من الانتظار الطويل، ولم يحظَ سوى بحفنة من الأرز والعدس التقطها من الأرض».

وتابع في شهادته المؤثرة: «اقترب مني ووضع أغراضه على الأرض، ثم وضع يديه النحيلتين على وجهي وقبل يدي، وقال لي شكرًا بالإنجليزية، ثم حمل أغراضه وعاد إلى الحشد.. وبعد دقائق فقط، وبينما كان يغادر برفقة بقية المدنيين، أطلق الجيش الإسرائيلي الغاز والرصاص على الحشد، فأُصيب أمير وسقط قتيلاً في المكان».

وأضاف أجيلار: «ذلك اليوم لم يكن مختلفًا عن غيره في غزة، سوى أن الموت كان أسرع. رأيت آلاف المدنيين لا يحملون شيئًا سوى الجوع، وعائلات تفترش الرمال، وأطفالاً يتقاتلون على أكياس دقيق فارغة. لكن أمير كان مختلفًا.. وجهه كان يحمل عمراً أكبر من سنواته، وعيناه تقولان كل ما لا يمكن قوله».

الجندي الأمريكي، الذي قدم استقالته من «مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية»، أكد أن الجيش الإسرائيلي ارتكب انتهاكات وجرائم حرب بحق الفلسطينيين في غزة، قائلاً: «شاهدت القوات الإسرائيلية وهي تطلق النار على مدنيين فلسطينيين، كما رأيت دبابة من طراز ميركافا تطلق قذائف مدفعية على حشد من المدنيين، ومركبة تقل مدنيين يتم تدميرها أثناء مغادرتها المنطقة».

كما أكد أنه رأى جنوداً يطلقون قذائف هاون، موضحًا: «بصفتي جنديًا محترفًا، يمكنني أن أقول إن العمليات نُفذت بطريقة هواة، عديمة الخبرة، وغير مدرّبة».

وختم أجيلار شهادته قائلاً: «بصراحة يمكنني القول إنهم مذنبون.. لم أشهد طوال مسيرتي المهنية استخدامًا لهذه القوة الوحشية والعشوائية وغير المبررة ضد سكان مدنيين عزل يتضورون جوعًا بلا شك، أنني شهدت جرائم حرب.. استخدام قذائف المدفعية وقذائف الهاون ومهاجمة المدنيين بقذائف الدبابات يعد جريمة حرب. لقد عُيّنت في أماكن مختلفة حول العالم، لكنني لم أرَ مثل هذا في أي مكان آخر .

وبعدما روى الجندي الأمريكي السابق تفاصيل مقتل الطفل أمير، انتشرت القصة وهزت مشاعر الكثير على مواقع التواصل الإجتماعي، فإن مشهد الطفل الجائع الذي شكر من قدم له القليل من الطعام، ثم سقط قتيلاً برصاص الاحتلال، ترك جرحًا عميقًا في قلوب المتابعين وأشعل موجة من التعاطف والغضب عبر مواقع التواصل.

وجاءت التعليقات كما يلي: «قصة الطفل أمير الذي قَبّل يد قاتله الغير مباشر ثم قتلته إسرائيل في نفس الساعة، تشرح لك مدى دموية ما يُفعل بالشعب الغزّي»، و«المشهد الصادم المتوحش أمير من غزة الجائع الحافي القدمين!؟»، و«أحاول أن اجد لنفسي عزاءًا بتخيله روحًا ضاحكة منعمة محمولة على أجنحة الملائكة!».

وجاءت تعليقات اخرى كما يلي:«حافي القدمين، جائع ، وحيد، لم يكفهم ذلك فقرر جندي إسرائيلي مجرم قنصه بلا رحمة»، و«في لحظةٍ من العذاب والظلم، قرروا أن يسلبوا من هذا الطفل البريء حتى أبسط حقوقه»، و«مشهد صادم ومتوحش»، و«الجبناء قتلة الأطفال».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى