عشق لا تمسه الكلمات
شبكة النايل الإخبارية: محمد الجامعي
إذا لا حظتم أنني لا زلت أكتب عن العشق، فهذا لا يعني أنني أحاول تذكيركم به، بل لأنني في كل يوم أعيشه، أزداد عشقًا عند مطلع كل صباح جديد.
عشقٌ نقي لا يخدشه الخصام، ولا تقف في وجهه الخرائط مهما فرقت بيننا أو بعد المسافات. إنه عشقٌ يتجاوز حدود الحروف والكلمات، ليصبح شعورًا يسكن القلب ولا يبرحه، مهما حاولت الأيام أن تُبهت وهجه.
كلما أمسكت القلم لأكتب، أجد نفسي أضيف كلماتٍ جديدة، لكنها تظل قاصرة عن وصف ما بداخلي. هناك الكثير مما لم يستوعبه حجم الكتاب، وهناك كلمات كثيرة تراجعت أصابعي عن كتابتها، لأنها تحمل ألمًا يؤلمني كلما تذكرت معانيها، معانٍ تفتح جراحًا كادت أن تصبح ذكرى، لكنها ما زالت تنبض في أعماقي.
ورغم كل شيء، سيظل هذا العشق خالدًا، لا يمسه أحد، ولا يعلو فوقه شيء. هناك أشياء كثيرة في القلب لا يستطيع الكلام تفسيرها، لأنها ببساطة أعمق من أن تصفها الكلمات. ما أكثر الكلمات التي وددت أن أكتبها، لكنها بقيت عالقة خلف الحروف، لا لضعف مشاعري، بل لأنها أصدق من أن تُقال، وأثقل من أن تُترجم إلى لغة يفهمها الآخرون.
أحيانًا، نشعر أن التعبير عن مشاعرنا أشبه بمحاولة وضع المحيط في زجاجة صغيرة. فكلما اتسعت التعابير، ضاقت العبارات، وكلما تعمق الشعور، ازدادت الكلمات خجلًا من وصفه.
هذا العشق الذي أحمله ليس مجرد شعور عابر، بل هو عالم كامل في داخلي، يسكنه النقاء والصدق والوجع معًا. عالمٌ لا يحتاج إلى لغة ليتحدث، لأن نبضاته وحدها تكفي لتروي القصة.
