اخبار عربية

إصلاح الإيجار القديم: قانون جديد لتحقيق التوازن بين حقوق الملاك والمستأجرين

إصلاح الإيجار القديم: قانون جديد لتحقيق التوازن بين حقوق الملاك والمستأجرين

 

محمود محمد موسي

المحامي ⚖️

 

 

تمثل مسألة الإيجار القديم موضوعًا حيويًا في المجتمع المصري، حيث تؤثر على حياة الكثير من المواطنين. مؤخرًا، أقر مجلس النواب قانونًا جديدًا يهدف إلى تحقيق التوازن بين حقوق المالك والمستأجر، مما يساهم في معالجة الأزمات المستمرة في هذا المجال. يركز هذا القانون على وضع حلول جذرية تتعلق بالعقود الإيجارية، ويأتي كخطوة مهمة نحو تحسين الوضع العقاري في البلاد.

 

فيما يتعلق بالعقود الإيجارية، ينص القانون الجديد على انتهاء عقود الوحدات السكنية بعد سبع سنوات من تاريخ العمل بالقانون، بينما تكون المدة للوحدات غير السكنية خمس سنوات. يتيح القانون إمكانية الاتفاق بين المالك والمستأجر على إنهاء العقد قبل انتهاء هذه المدد، مما يوفر مرونة للطرفين. بعد انقضاء الفترة الانتقالية، يُلزم المستأجر بإخلاء الوحدة وتسليمها للمالك، ما يضمن احترام حقوق الملاك ويعزز من حرية التعاقد، حيث ستخضع أي عقود إيجار جديدة لأحكام القانون المدني.

 

علاوة على ذلك، يتضمن القانون زيادة تدريجية في القيمة الإيجارية. يتم تطبيق زيادة سنوية بنسبة 15% خلال الفترة الانتقالية، سواء للوحدات السكنية أو غير السكنية. ووفقًا لتصنيف المناطق، ستشهد المناطق المتميزة زيادة تصل إلى 20 ضعف القيمة الحالية، بينما المناطق المتوسطة والاقتصادية ستشهد زيادات متفاوتة. هذا التعديل يهدف إلى تنظيم السوق العقاري وضمان عدالة في توزيع الأعباء المالية بين الملاك والمستأجرين.

 

تسعى الدولة أيضًا إلى تشكيل لجان حصر وتصنيف المناطق التي تحتوي على وحدات خاضعة لأحكام القانون، حيث سيتم تصنيفها إلى ثلاث فئات: متميزة، متوسطة، واقتصادية. من المقرر أن تنهي هذه اللجان عملها خلال ثلاثة أشهر من بدء تطبيق القانون، مما يسهم في تسريع عملية الإصلاح.

 

بالإضافة إلى ذلك، يركز القانون على توفير سكن بديل للفئات المستحقة، مع إنشاء منظومة إلكترونية تتيح للمستأجرين تسجيل عناوينهم للحصول على وحدات سكنية بديلة. تتضمن هذه الإجراءات منح الأولوية للفئات الأولى بالرعاية، مما يعكس التزام الدولة بتلبية احتياجات هذه الفئات.

 

أخيرًا، يحدد القانون حالات تتيح للمالك طلب الطرد، مثل ترك الوحدة مغلقة لمدة تزيد عن سنة دون مبرر. كما سيتم إلغاء جميع القوانين القديمة بعد انتهاء الفترة الانتقالية، مما يعكس التوجه نحو إرساء نظام إيجاري أكثر عدالة وشفافية.

 

في الختام، يمثل هذا القانون خطوة مهمة نحو معالجة أزمة الإيجار القديم وتحقيق توازن بين حقوق الملاك والمستأجرين. من المهم مراقبة تنفيذ هذه القوانين لضمان نجاحها وتحقيق الأهداف المرجوة. يتطلب الأمر تعاون جميع الأطراف المعنية لضمان بيئة إيجارية مستدامة تعود بالنفع على المجتمع ككل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى