إسرائيل توسع عملياتها في الضفة الغربية وسط انطلاق العملية البرية في غزة

إسرائيل توسع عملياتها في الضفة الغربية وسط انطلاق العملية البرية في غزة
عبده الشربيني حمام
تشهد الساحة الفلسطينية تصعيدًا مزدوجًا، حيث بدأت إسرائيل المرحلة الرئيسية من عمليتها البرية في مدينة غزة، بالتوازي مع توسيع العمليات العسكرية في مدن الضفة الغربية مثل جنين وطولكرم.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن فرقتي المشاة النظاميتين 162 و98 باشرتا المناورة باتجاه وسط مدينة غزة، على أن تنضم الفرقة 36 لاحقًا. ووفق صحيفة يديعوت أحرونوت، فإن الجيش يتوقع أن تستمر العملية عدة أشهر، وسط معارك عنيفة داخل أحياء المدينة وقصف متواصل على محيطها.
في المقابل، تواصل إسرائيل عملياتها المكثفة في الضفة الغربية، حيث تستهدف ما تصفه بالبنية التحتية للفصائل المسلحة، وسط توقعات عسكرية بأن تقليص هذه العمليات لن يحدث إلا إذا توقفت الكتائب عن نشاطها.
ويرى مراقبون أن التصعيد في الضفة يأتي ضمن خطة أوسع للضغط على الفصائل الفلسطينية في أكثر من جبهة، مع إعطاء الأولوية للسيطرة على مدينة غزة التي تعتبرها الحكومة الإسرائيلية أحد آخر معاقل حركة حماس.
وأفادت مصادر طبية فلسطينية بمقتل عشرات الأشخاص في غزة منذ فجر الثلاثاء، بينهم عدد كبير من سكان الأحياء الشرقية للمدينة، حيث تتفاقم أزمة النزوح ونقص المواد الغذائية.
ويؤكد محللون أن العمليات المتزامنة في غزة والضفة تعكس إستراتيجية إسرائيلية تهدف إلى فرض وقائع ميدانية جديدة، ما قد يؤدي إلى اتساع رقعة المواجهات وتدهور الوضع الإنساني بشكل غير مسبوق.
وبحسب خبراء عسكريين، فإن تركيز الجيش الإسرائيلي ينصبّ حاليًا على قطاع غزة، ما قد يترتب عليه تراجع تدريجي في وتيرة العمليات بالضفة الغربية إذا استقرت الأوضاع الأمنية هناك، وذلك لتفادي استنزاف قدراته على أكثر من جبهة.
في المحصلة، تبدو التطورات الميدانية في غزة والضفة مترابطة، حيث تسعى إسرائيل إلى تحقيق إنجاز عسكري سريع في غزة، مع الإبقاء على الضغط الأمني في الضفة، ما يجعل مستقبل المرحلة المقبلة مفتوحًا على احتمالات تصعيد أكبر أو انحسار تدريجي مرهون بنتائج المعركة في غزة.